الأمين ذَرْعًا، وتفرّق ما كَانَ في يده مِن الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في الخزائن مِن الأمتعة، وضربَ آنية الذهب والفضّة دنانير ودراهم لينفقها.
دَرْس ١ محاسن بغداد:
ثمّ أمر برمي الحربيّة بالنَّفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثُر الخراب والهدْم حتّى دُرست محاسن بغداد، وعُمِلت فيها المراثي.
تسلُّم طاهر لقصر صالح:
ولم يزل طاهر مُصابرًا للأمين وجنده، حتَّى مل أهل بَغْدَاد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلّموا إِلَيْهِ القصر بجميع ما فيه في جُمَادَى الآخرة في منتصفه. ثمّ استأمن إلى طاهر صاحب شُرَطة الأمين محمد بْن عيسى. فضعُف ركن الأمين واستسلم.
مقتل جماعة في قصر صالح:
وقُتِل داخل قصر صالح: أبو العبّاس يوسف بْن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القوّاد، وقُتِل خلْق مِن أصحاب طاهر.
التحاق جماعة مِن القادة والعباسيين بطاهر:
ثمّ لحِق بطاهر عَبْد الله بْن حُمَيْد الطّائيّ، وإخوته، وابن الحَسَن بْن قَحْطَبة، ويحيى بْن عليّ بْن ماهان، ومحمد بْن أَبِي العبّاس الطّائيّ. وكاتَبهُ قوم في السّرّ مِن العباسيين.
إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد:
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد عَلَى اللهو والشرب، ووكّل الأمر إلى محمد بْن عيسى بْن نَهيك وإلى الهِرْش. فأقبل أصحاب الهِرْش يؤذون الرعيّة وينهبونهم، فلجأ خلْق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا مِن أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر.