للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأُسَرَ هَرْثَمَة رجلٌ مِن العُراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هَرْثَمَة عَلَى الرجل فقطع يده وخلّصه، فمرّ منهزمًا، وبلغ خبرهُ أهلَ عسكره فتقوضّ بما فيه، وهرب أهله نحو حُلوان. وكان عَلَى العُراة حاتم بْن الصّقْر.

وقعة العُراة وما قِيلَ فيهم:

ثمّ نَجَدَ هَرْثَمَة وأصحابَه طاهرُ بنُ الحسين وأصحابُه، وقتلوا مِن العُراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب مِن عنده عَبْد الله بْن خازم بْن خُزَيمة إلى المدائن في السُّفن بعياله.

وقيل في قتل العُراة:

كم قتيلٍ قد رأينا ... ما سألنا لأيش

دارعًا تلقاه وعريا ... ن بجهل وطيش

حبشيًّا يقتل النا ... س عَلَى قطعة خَيْش

مُرتدٍ بالشمس راضٍ ... بالمُنَى من كل عيش

يحمل الحملة لا يقـ ... ـتل إلا رأس الجيش

احذر الرمية يا طا ... هر من كف الجيش

ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرًا، هكذا، فلا قّوة إلا بالله.

ظهور السفيانيّ بالشام:

وفيها أوفى السفياني بالشام، واستولى عَلَى سائرها باليَمانية، وهربت القيسيّة مِن الغوطة.

حصار ابن بَيْهس لدمشق:

ثمّ إنّه توثّب عَلَيْهِ مسلمة بْن يعقوب الأموي المروانيّ، وقبض عَلَيْهِ في أثناء السَّنَةِ، وقيده. واستبدّ بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع رِيقَه حتى حاصره ابن بَيْهَس بدمشق أيامًا، ثمّ نصب عَلَى السور السلالم، كما يأتي١.


١ انظر: تاريخ خليفة "ص/ ٣١٣"، وتاريخ الطبري "٨/ ٤٠٠"، وصحيح التوثيق "٦/ ١٣٤-١٣٦".