للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالوا: إنّه يَقُولُ القرآن مخلوق؛ وإنّما غلط.

وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أحمد بْن حنبل عَنْ وُهيب وابن عُلَيَّة: أيُّهما أحبّ إليك إذا اختلفا؟ قَالَ: وُهيب، ما زال إسماعيل وضيعًا مِن الكلام الَّذِي تكلّم فيه إلى أن مات. قلتُ: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ قَالَ: بلى، ولكنْ ما زال لأهل الحديث. بعد كلامه ذَلِكَ مبغضًا وكان لا ينصف في الحديث كان يحدّث بالشفاعات١.

وكان معنا رجلٌ مِن الأنصار يختلف إلى الشيوخ فأدخلني عَليْهِ، فلمّا رآني غضب، وقال: مَن أدخل هذا عليَّ؟

قَالَ أحمد: وبلغني أنّه أُدخِل عَلَى الأمين، فلمّا رآه زحف إليه وقال: يا ابن -يا ابن تتكلَّم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يَقُولُ: جعلني الله فِداك، زَلَّةٌ مِن عالم.

ثمّ قَالَ أحمد: إنّ يغفر الله لَهُ فيها، يعني الأمين.

ثمّ قَالَ: وإسماعيل ثَبْت.

وقال الفضل بْن زياد: قلت يا أبا عَبْد الله إنّ عَبْد الوهاب قَالَ: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا. لقد رَأَيْته في المنام وكان وجهه أسود.

فقال: عافي الله عَبْد الوهاب.

ثمّ قَالَ أحمد: لقد لزِمتُ إسماعيل عشرَ سِنين إلا أن أُغيب. ثمّ جعل يحرّك رأسه كأنه يتلهَّف، ثمّ قَالَ: وكان لا يُنْصِف في التحديث، ويحدّث بالشفاعات.

قَالَ المؤلّف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن عُلَيَّة، فقد كانت منه هفوة ثمّ تاب منها.

فكان ماذا؟ مات ابن عُلَيَّة في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين.

وحديثه بعُلُوّ درجتين في الغيلانيّات.

٢١- إسماعيل بْن إبراهيم الكرابيسيّ البصْريّ٢ -ق. صاحب القُوهيّ.

عَنْ: ابن عَوْن، وسُلَيْم القاصّ.


١ تاريخ بغداد "٦/ ٢٣٩".
٢ انظر: الميزان "١/ ٢١٤"، والتهذيب "١/ ٢٨٠، ٢٨١".