للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتمّ. وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه وحبسه ثلاثة أيّام، ثمّ إنّه خلّى عَنْهُ١.

وكان النّاس يذكرون أنّ إبراهيم قد قتل سهل بْن سلامة المطَّوِّعيّ، وإنّما هُوَ في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو النّاس في مسجد الرصافة إلى إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم.

ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم٢.

اختفاء إبراهيم بْن المهديّ:

ولما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ. فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ بْن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيًا مدة سنتين٣.

وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عَبْد الحميد وأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله٤.

وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يومًا٥.

وصول المأمون إلى همدان:

ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة٦.


١ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧٠، ٥٧١".
٢ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧١، ٥٧٢".
٣ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧٢".
٤ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧٢، ٥٧٣".
٥ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧٣".
٦ تاريخ الطبري "٨/ ٥٧٣".