للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث. وقال للمُزنيّ: هذا لو نَاظَرَه الشيطان قَطَعَه وجَدَلَه١. وقال للبُوَيْطيّ: أنت تموت في الحديد. فدخلت عَلَى البُوَيْطيّ أيّام المِحْنة، فرأيته مقيَّدًا مَغْلُولًا٢.

وقال أبو بَكْر محمد بْن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: خرجت إلى اليمن في طلب كُتُب الفِرَاسة حتّى كتبتها وجمعتها٣. وقد رُوِيَ عَنِ الشّافعيّ عدّة إصابات في الفِرَاسَة.

وعن الشّافعيّ قَالَ: أقدرُ الفُقَهاء عَلَى المناظرة مَن عوَّد لسانه الرَّكْضَ في مَيْدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رَمَقَتْه العيونُ بالألحاظ.

وعنه قَالَ: بئس الزّاد إلى المَعاد العدوانُ عَلَى العِباد.

وعنه قَالَ: العالِم يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم. والجاهل يأنف من التعليم ويأنف من التَّعلُّم.

وقال يونس: قَالَ لي الشّافعيّ: لَيْسَ إلى السلامة من النّاس سبيلٌ، فانظر الّذي فيه صلاحك فالْزَمْه٤.

وعنه قَالَ: ما رفعتُ من أحدٍ فوق منزلته، إلّا وضع منّي بمقدار ما رفعت منه.

وعنه قَالَ: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أنّ يكون بلا إخوان، وأضيعُ منهما من واخَى من لا عقل لَهُ.

وعنه قَالَ: إذا خفتَ عَلَى عملك العُجْبَ، فاذْكُرْ رِضَى من تطلبُ، وفي أيّ نُعَيْم ترغب، ومن أيّ عقابُ ترهب، فحينئذ يصغر عندك عملك.

وقال: آلات الرّئاسة خمس: صِدْق اللهْجة، وكتمان السر، والوفاءُ بالعهد، وابداء النصيحة، وأداء الأمانة.

وقال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استُرضي، ولم يَرْضَ فهو شيطان٥.


١ أخرجه أبو نعيم في الحلية "٩/ ١٣٩".
٢ أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "٢/ ١٣٦".
٣ أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "٢/ ١٣٦"، وأبو نعيم في الحلية "٩/ ٧٨".
٤ أخرجه أبو نعيم في الحلية "٩/ ١٢٢".
٥ أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "٢/ ٢٠٢"، وأبو نعيم في الحلية "٩/ ١٤٣".