للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العوّام فضّة، ومع المُرِيدين ذَهَبًا، ومع العارفين" المقرّبين درًّا وياقوتًا"١ فليس من حكماء اللَّه.

وسمعته يَقُولُ: أحسنُ شيء كلَامٌ صحيحٌ مِن لسانٍ فصيحٍ فِي وجهٍ صحيح.

وعنه قَالَ: الْحَسَن حُسْنٌ، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن مِنَ استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رِضَى من عُمِل لَهُ.

وعن عَبْد الواحد بْن محمد قَالَ: جاء يحيى بْن مُعَاذ إلى شِيراز وله شَيْبةٌ حَسنة، وقد لبس ثياب سُود، فكان أحسن شيءٍ، فصعَد الْمِنْبَرَ، واجتمع الخلْق. فأوّل ما بدأ بِهِ أن قَالَ:

مواعظُ الواعظ لن تُقْبَلَا ... حتّى يَعِيَها قلبه أولا

يا قوم من أظلم من واعظٍ ... خالَفَ ما قد قاله فِي الملَا؟

أظهر بين النّاس إحسانَهُ ... وبارز الرّحمن لمّا خلَا

ثمّ وقع مِنَ الكُرْسيّ، فلم يتكلَّم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعدُ، فكان إذا أراد أنْ يضْحكهم أضحكهم، وإذا أراد أنْ يبْكيهم أبكاهم. وأخذ مِنَ البلد سبعة آلاف دينار.

وعن يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: لَا تكُن ممّن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.

قَالَ الحاكم: قرأت" عَلَى اللّوح فِي قبر يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ": مات حكيم الزّمان يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وخمسين.

٥٨٠- يحيى بن معلى بن منصور الرازي٢ -ق- ثم البغدادي، الحافظ:

عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأَبِي اليَمَان، وأَبِي حُذَيْفَة مُوسَى بْن مَسْعُود، وإِسْحَاق الفروي، وعمر بْن مرزوق، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وطائفة.

وعنه: ق.، وسَلَمَةُ بْن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرّز، وأَحْمَد بْن حمدون الأعمشيّ، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون.


١ بياض في الأصل، وتم إثباته من الحلية "١٠/ ٦٩".
٢ انظر: التهذيب "١١/ ٢٨٠".