واشتهر زهد الداعي أبي عَبْد الله وعلمه، فَلَمَّا همَّ صاحب إفريقية بقبضه استنهض الّذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتظر أبو عبد الله، وقتل وغنم؛ فحاربه صاحب إفريقية مرات، وأبو عبد الله فِي زيادة، وصاحب إفريقية فِي نقص. ثُمَّ إنّه فِي الآخر قُتِلَ.
غزوة إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بلاد الترك:
وفيها غزا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النَّهر بلاد التُّرك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالًا عظيمة، بحيث أصاب الفارس فِي الغنيمة ألف درهم.
موت الأمير مسرور البلخي:
ومات الأمير مسرور البلخي الَّذِي كان مع الموفَّق وقت الحصار.
خبر الزَّلزلة في بلاد الدُّبيل:
روي أنّ ذي الحجة ورد كتاب من الدُّبيل أنَّ القمر انكسف فِي شوال من السنة، وأن الدُّنيا أصبحت مظلمة إِلَى العصر. فهبت ريحٌ سوداء، فدامت إِلَى ثلث اللَّيل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة المدينة. وأنهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألف إِلَى تاريخ الكتاب.
ثُمَّ زلزلت خمس مرات، فكان عدة مَنْ أُخْرِجَ مَنْ تحت الرَّدم مائة ألف وخمسين ألفًا.
زيادة دار المنصور:
وفيها زِيدَ فِي جامع المنصور دار المنصور الّتي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرين ألف دينار. والله أعلم١.
١ انظر: تاريخ الطبري "١٠/ ٢٨، ٢٩"، الكامل "٧/ ٦٥٢-٦٦٠".