للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ ذَكَرَ أَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ وَمَوْضُوعَةٍ فِي ذَمِّ أَبِي سُفْيَانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ، وَحَدِيثَ: "لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ" ١، عَنْ مُعَاوُيَةَ وَأَنَّهُ نَازَعَ عَلِيًّا حَقَّهُ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" ٢. وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَانْتَهَبَ الْأَمْوَالَ الْمُحَرَّمَةَ، وَقَتَلَ حُجْرًا، وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ، وَادَّعَى زِيَادَ بْنَ أَبِيهِ جُرْأَةً عَلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: ٥] ، وَالنَّبِيُّ -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- يَقُولُ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ" ٣.

ثُمَّ دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد عَلِمَ فسْقة، ففعل بالحسين وآله ما فعل؛ ويوم الْحَرَّةِ، وحرق البيت الحرام.

وَهُوَ كتاب طويل فيه مصائب، فلما كتبه الوزير قَالَ للقاضي يوسف بن يعقوب: كلِّم المُعْتَضِد فيه هذا.

قال له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه.

فَقَالَ: إنْ تحرَّكت العامةُ وضعتُ السيف فيها.

قَالَ: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وَإِذَا سمع النَّاس هَذَا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أمْيل وصاروا أبسطَ ألْسنة٤.

فأمسك المُعْتَضِد.

ذكر الخادم وظهوره على المُعْتَضِد:

وفيها ظهر في دار المُعْتَضِد شخص، في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى بالبُستان، وطُلب فلم يوجد له أثر، فعظُم ذلك على المُعْتَضِد، وقيل: هُوَ من الجن. وساءت الظُّنون. وأقام الشخص يظهر مرارًا ثم


١ "حدث صحيح": أخرجه مسلم "٢٦٠٤"، وأحمد في المسند "١/ ٢٤٠، ٢٩١، ٣٣٥، ٣٣٨" مختصرا.
٢ "حديث صحيح": أخرجه البخاري "٤٤٧، ٢٨١٢"، ومسلم "٢٩١٥"، وأحمد في المسند "٣/ ٩٠، ٩١"، وابن حبان في صحيحه "٧٠٧٨، ٧٠٧٩".
٣ "حديث صحيح": أخرجه البخاري "٢٠٥٣، ٢٧٤٥، ٤٣٠٣"، ومسلم "١٤٥٧"، وأبو داود "٢٢٧٣"، والنسائي "٣٤٨٤"، وابن ماجه "٢٠٠٤"، وأحمد في المسند "٢/ ٢٤٦، ٢٤٧"، والحميدي "٢٣٨".
٤ تاريخ الطبري "١٠/ ٦٣"، البداية والنهاية "١١/ ٧٦"، النجوم الزاهرة "٣/ ١١٣، ١١٤".