للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهاية عَمْرو بن اللَّيْث:

ثُمَّ حبسه المُعْتَضِد في مطمورة، فكان يَقُولُ: لو أردت أن أعمل على جيحون جسرًا من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ستمائة جمل، وأركبُ في مائة ألف، أصارني الدَّهْر إلى القيد والذُّلّ١!

فَقِيلَ: إِنَّهُ خُنق عند موت المُعْتَضِد، وَقِيلَ: قبل موته بيسير.

وَقِيلَ: إنَّ إسْمَاعِيل خيّره بين أن يقعد عنده معتقلًا، وبين توجيهه إلى المُعْتَضِد، فاختار توجيهه إلى المُعْتَضِد، فأُدخل بغداد سنة ثمانٍ وثمانين على جملٍ له سنامان، وعلى الجمل الدّيباج والحلي، وطيف به شوارع بغداد، وأُدخل على المُعْتَضِد، فَقَالَ له: يا عَمْرو هَذَا ببغيك ثُمَّ سجنه.

إنعام المُعْتَضِد على إسْمَاعِيل:

وبعث المُعْتَضِد إلى إسْمَاعِيل ببدرةٍ من لؤلؤ، وتاج مرصًّع، وسيف، وعشرة آلاف درهم.

ظهور القرمطي بالبحرين:

وفيها ظهر بالبحرين أبو سَعِيد الْجَنّابي القَرْمَطيّ في أول السنة.

وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تِلْكَ القرى، وقصد البصرة، فبنى المُعْتَضِد عليها سورًا وحصّنها.

وكان أبو سَعِيد كَيّالًا بالبصرة، وَهُوَ من قرى الأهواز، وقيل من البحرين٢. يُسخر منه ويُستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنْج والخرّمّية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حَتَّى بعث إليه الخليفة جيوشًا وهو يهزمها.

وَهُوَ جدّ أبي عَليّ المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمس وستين وثلاثمائة.


١ البداية والنهاية "١١/ ٨١"، النجوم الزاهرة "٣/ ١١٩".
٢ تاريخ الطبري "١٠/ ٧١"، مروج الذهب "٤/ ٢٦٤"، المنتظم "٦/ ١٨".