وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُرْوَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ارْتَحَلَ عَنِ الطَّائِفِ بِأَصْحَابِهِ وَدَعَا حِينَ رَكِبَ قَائِلا: "اللَّهُمَّ اهْدِهِمْ وَاكْفِنَا مُؤْنَتَهُمْ".
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بكر، وعبد اللَّه بْن المكدم، عمّن أدركوا، قَالُوا: حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهُل الطائف ثلاثينَ لَيْلةً أو قريبًا من ذَلِكَ. ثمّ انصرف عَنْهُمْ، فقدِم المدينة، فجاءه وفدهم فِي رمضان فأسلموا.
وقال ابن إِسْحَاق: واستُشهد مَعَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالطائف: سَعِيد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أُمَيّة.
وعُرْفُطَة بْن حُبَاب وعبد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الصدّيق، رُمي بسهمٍ فمات بالمدينة فِي خلافة أَبِيهِ.
وعبد اللَّه بْن أَبِي أُمَيّة بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر بْن مخزوم المخزومي؛ أخو أم سَلَمَةَ.
وأمُّه عاتِكَة بِنْت عَبْد المطّلب. وكان يقال لأبي أُمَيّة؛ واسمه حُذَيفة: زَاد الرَّاكب. وكان عَبْد اللَّه شديدًا عَلَى المسلمين، قِيلَ هُوَ الَّذِي قَالَ: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: ٩] وما بعدها. ثمّ أسلم قبل فتح مكة بيسيرٍ، وحَسُن إسلامه. وهو الَّذِي قَالَ لَهُ هِيتُ المُخَنَّث: يا عَبْد اللَّه، إنْ فتح اللَّه عليكم الطائف، فإنّي أدلّك عَلَى ابْنَة غَيْلان؛ الحديث١.
وعبد اللَّه بْن عامر بْن رَبِيعة, والسَّائِب بْن الحارث, وأخوه: عَبْد اللَّه, وجُلَيْحَة بْن عَبْد اللَّه.
ومن الأنصار: ثابت بن الجَذَع, والحارث بْن سَهْل بْن أَبِي صَعصَعة, والمُنْذِر بْن عَبْد اللَّه, ورُقَيم بْن ثابت.
فذلك اثنا عشر رجلًا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
ويُروى أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استشار نَوفْل بْن معاوية الديلي فِي أهُل الطائف فقال: ثعلب فِي جُحْرٍ، إنْ أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.
١ أخرجه البخاري في "المغازي" "٥/ ١٠٢"، ومسلم "٣٢/ ٢١٨٠" في السلام.