وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: ٢٨] ، فكذبهم الله بقوله:{قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}[الأعراف: ٢٨] وإن عَنَوْا بالأمر القدَرَ، فليس ذلك حُجة لهم، فإنّ الله تعالى قدَّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدين، وقدَّر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولُهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالًا، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة.
وفيها -قاله المسّبحيّ- وافى سُنْبُر بن الحَسَن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جص يشده. فوضع سنبر بْن الْحَسَن بْن سنبر الحجر بيده، وشدّه الصّانع بالجصّ، وقال لمّا ردّه: أخذناه بقُدره الله ورددناه بمشيئة الله١.
وفاة الصيمري الكاتب:
وفيها تزوج محمد بن أحمد الصَّيْمريّ كاتب معز الدّولة ووزيره.
تقليد المهلّبيّ الكتابة:
فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبيّ الوزير.
مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي:
وفي عيد الأضحى قَتَل النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأمويّ صاحب الأندلس ولدَه عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العُلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ. وله تصانيف منها مجلَّد في "مناقب بقَيّ بن مخلد"، رواه عنه: مَسلَمَة بن قاسم.
غزوة سيف الدّولة وإيغاله في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طَرَسوُس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حُصيْن. فسار إلى قيسارية، ثمّ إلى " ... " ووغل في بلاد الروم، وفتح عدّة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثمّ إلي خَرْشَنَة يقتل ويسبى، ثمّ إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيّام. فلما نزل
١ المنتظم "٦/ ٣٦٧"، الكامل في التاريخ "٨/ ٤٨٦"، البداية والنهاية "١١/ ٢٢٣"، النجوم الزاهرة "٣/ ٣٠١، ٣٠٢".