للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُكرمَ، وعليّ بن داود القنطريّ، وعبد الله بن أبي مَسَرة المكيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله ابن أسامة لكلبي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحُنينيّ، وخلقًا كثيرًا حتّى سمع من أقرانه، وأصغر منه. وكان حافظًا كبيرًا، جَمَعَ الأبواب والتراجم.

روي عنه: الجعابيّ، وابن عديّ، والطبرانيّ، والدّارقطنيّ، وعمر الكتانيّ، وابن جُميعْ، وإبراهيم بن خُرشيد قولة، وأبو عمر بن مهديّ، وابن الصلت، وأبو الْحُسَيْن بْن المتيم، وخلق سواهم. وكان أبو عقُدَة إمامًا في النَّحو والتَّصريف، ورعًا خيِّرًا. أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قلا: ثنا الكنديّ، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر: سمعتُ عثام بن عليّ: سمعتُ سُفيان يقول: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال. قلتُ: ما يملي ابن عقدة مثل هذا وإلا وأمره في التشيع متوسطّ.

قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدّارَقُطْنيّ يقول: أجمعَ أهل الكوفة أنّه لم يُرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى زمن أبي العبّاس ابن عُقْدة أحفظ منه. أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجيّ الكوفَة، فزعم أنّه أحفظ مني.

فقلت: لا تطول، نتقدم إِلَى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثمّ يُلقى علينا فنذكره. قال: فبقي. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفييّن من ابن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أُجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وروى هذا أيضًا الدّارَقُطْنيّ. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال عبد الغنيّ: سمعت الدّارَقُطْنيّ قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد المالينيّ: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة. قلتُ: وكلّ أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف. قال أبو أحمد بن عديّ: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أنيّ رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثّناء عليه، ورأيت فيه مجازفات، حتى كان يقول: حدَّثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا