للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو سعيد محمد بن النَقّاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئًا.

قلت: وكان دخول النقّاش البصْرة سنة نيّفٍ وخمسين وثلاثمائة.

روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكّي صاحب "القوت" وصَحِبَه، وأبو بكر بن شاذان الرّازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجّي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصّوُفي، ومنصور بن عبد الله الصُّوفي، ومعروف الرَّيْحاني.

وذكره أبو نُعَيم في الحلْية فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن سالم البصري، صاحب سهل التُسْتَريّ وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب يُنْسَبُون إليه.

قلت: هكذا سمّاه وكناه في الحلية.

قال السَّلَمي في تاريخ الصوفيّة: محمد بن أحمد بن سالم، أبو عبد الله البصْري، والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، وهو من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يُسَمّون السالميّة، هجرهم النّاسُ لألفاظٍ هُجْنة أطلقوها وذكروها.

قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يَقُولُ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: لا يستقيم قلب عبدٍ حتى يقطع كلّ حيلة وكلُ سببٍ غير الله.

وقال: قال سهل: ما اطَّلَع الله على قلبٍ فرأى فيه همّ الدنيا إلّا مَقَتَه، والمَقْتُ أن يتركه ونفسه.

وقال أبو نصر الطُّوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العُجْب قال: أن يستحسن العبد عمله وترى طاعته. قلت: كيف يتهيّأ للعبد أنْ لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال: إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخُلُها فلا يستحسنه.

وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته: بِمَ أستعين على قوة نفسي؟ قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله، إن مددت يدك قلت لِمَ، وإن مددت رجلك قلت لِمَ، وإن نطقت تقول: لِمَ.

هذا حبس النفس التي تنكسر به قوته، وتزول سُرْبته، لا لترك الطعام والشراب. قلت: السنة لهم نِحْلَة لا أحقّقها.