للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيُها الوزير، أرينا قدرتك، ونحن نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يُجِبْه، وكَثُرَ الدَّعاء عليه، ثم إنَّ عزّ الدولة قبض عليه وسلَّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسُقي ذراريح١، فتقرَّحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله٢.

دخول المعز مصر:

وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم مَعدّ بن إسماعيل العُبَيدي مصر، ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهَّد له مُلْكَ الدّيار المصرية مولاه جَوْهَر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارًا للإمرة، ويُعرف بالقصرين.

وقوع الدمستق في الأسر:

وفيها أقبل الدُّمُسْتُق في جيوشه إلى ناحية مَيّافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان، وهزم الروم ولله الحمد، وأسر الدُّمُسْتُق الخبيث، وبقي في السجن حتى هلك.

الوزارة في بغداد:

وفيها: وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة، ولُقِّب بالنّاصح، وكان سمحا كريمًا، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف مَنّ.

وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المُدْبِر أبا الفضل الشيرازي، واسمه: العبّاس بن الحسن، صهر الوزير المهلّبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته بأبي الفرج محمد بن العبّاس فسانجس، ثم عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصارد الناس وأحرق الكّرخ، وكان أبو طاهر من صغار الكُتّاب، يكتب على المطبخ لعزّ الدولة، فآل أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضاوة إلى الوزارة. وكان كريمًا جوادًا، فغطَّى كرمُهُ عيوبه، فوزر لعزّ الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة وصلبه٣.