للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلَّمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان.

فحكى القفطي في تاريخه أنَّ العزيز أمر له بضرب سُرادق، وفرس، وآلات، وإحضار كل من حصل في أسره من جُنْد هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتَّب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش فتلقّى هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشكّ هفتكين أنّه مقتول، فلمَّا وصل رأى من الكرامة ما بهره، ثم نزل في المخيّم فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفَّر وجهه وبكى بكاءًا شديدًا، ثم اجتمع به العزيز وآنسه، وجعله من أكبر قوّاده، ثم سمَّه بَعْدُ ابنُ كِلّس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس بخمسمائة ألف دينار١.


١ انظر الكامل "٨/ ٦٥٨-٦٦١"، والبداية والنهاية "١١/ ٢٨١، ٢٨٢".