للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٥٢- محمد بن عبد الرحمن القاضي١، أبو بكر بن قُرَيْعة البغدادي.

سمع: أبا بكر بن الأنْباري، ولا تُعْرَف له رواية حديثٍ مُسْنَد.

وقد قَيِّدَه ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.

ولَّاه القاضي أبو السّائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدّنيا في سُرعة الجواب في أمْلًح سجْع، وكان مختصًّا بالوزير أبي محمد المهلّبي، وله مسائل وأجوبة مدوَّنة في كتابٍ موجود، وكان الفُضَلاء يداعبونه برسائل هزْليّة، فيجيب من غير توقُّف.

تُوُفّي في جُمادى الآخرة وهو في مُعْتَرَك المَنَايا، رحمه اللَّه.

٢٥٣- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز٢ أبو بكر بن القُوطِيّة القُرْطُبي اللُّغَوي.

سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لُبَابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.

وكان علَّامة زمانه في اللغة والعربية، حافظًا للحديث والفقه، وإخباريًّا، لا يُلحق شَأُوُهُ، ولا يُشَقُّ غُبارُهُ، ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث.

صنَّف كتاب "تصاريف الأفعال"، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القَطَّاع، وله كتاب حافل في " المقصور والممدود"، وكان عابدًا ناسكًا خيّرًا، دقيق الشعر، إلّا أنّه تزهَّد عنه.

وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه.

توفِّي في ربيع الأوّل.

والقوطيّة: هي جدَّة أبي جدّه، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذُرِّيّة قوط بن حام بن نوح أبي السُّودان والهند والسَّنْد.

وفَدَت سارةُ هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلّمةً من عمها أرْطباس، فتزوَّجها بالشّام عيسى بن مُزَاحِم، مولى عمر بن عبد العزيز -رحمة الله عليه، ثم


١ انظر تاريخ بغداد "٢/ ٣١٧"، والمنتظم "٧/ ٩١"، والكامل في التاريخ "٨/ ٦٩٤".
٢ انظر الوافي بالوفيات "٤/ ٢٤٢"، ولسان الميزان "٥/ ٣٢٤".