للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٢٣- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر١ بْن حبّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف.

وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.

وسمع في صِغره جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزّاهد، وإبراهيم بن معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة، وأبا بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزَّاز، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.

وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصُّوفي وطبقته، وبمكة المفضَّل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرَّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.

وكان حافظًا عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا عابدًا قانتًا لله، صنَّف تاريخ بلده، والتاريخ على السّنين، وكتاب "السنة"، وكتاب "العظمة"، وكتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "السُّنَن".

وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.

روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم.

قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنَّف "التفسير" والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.

وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظًا ثبتًا متقنًا.

وعن بعضهم قال: ما دخلت على الطبراني إلّا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلّا وهو يصلي.


١ انظر أخبار أصبهان "٢/ ٩٠"، والوافي بالوفيات "١٧/ ٥٨٥"، واللباب "١/ ٣٣١".