للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثنا أَبُو قُرَيْشٍ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، نا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" ١.

وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:

أنام على سهوٍ وتبكي الحمايمُ ... وليس لها جُرمٌ ومنّي الجرايمُ

كذبتُ وبيتٍ الله لو كنتَ عاقلًا ... لما سَبَقتني بالبكاء الحمايمُ

وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:

تمنَّيتُ شهرَ الصَّوْمِ لا لِعبادةٍ ... ولكنْ رجاءَ أنْ أرى ليلة القدر

فأدعو له النَّاس دعوة عاشقٍ ... عسى أن يُريحَ العاشقين من الهجْر

فكتب أبو سهل في الحال:

تمنّيت ما لو نلته فَسَدَ الهَوَى ... وحلَّ به للحين قاصمة الظَّهْر

فما في الهَوَى طبٌّ ولا لَذَّةٌ سوى ... مُعَاناةِ ما فيه يقاسي من الهجر

قال الحاكم: فتوفِّي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسعٍ وستين بنَيْسَابور.

٣٣٥- محمد بن صالح بن علي٢ بن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن عَبْد اللَّه بن العبَّاس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي، الكوفيّ الأصل، المعروف بابن أمّ شَيْبَان قاضي بغداد.

سمع: عبد الله بن زيدان البَجَلي، ومحمد بن عُقْبَة.

وروى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وغيره.

ووُلّي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقَدِمَ بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد، الذي مرَّ بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهَرَ أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.


١ الحديث صحيح: أخرجه البخاري "٧/ ٩٢"، ومسلم "أشربة ١٨٢"، والترمذي "١٨١٨"، وابن ماجه "٢٣٥٦"، وأحمد "٢/ ٢١، ٣١٨".
٢ انظر تاريخ بغداد "٥/ ٣٦٣"، والمنتظم "٧/ ١٠٢"، وسير أعلام النبلاء "١٦/ ٢٢٦، ٢٢٧".