للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وهو أكبر منه، وإن كان قد عُمَّر بعده دهْرًا، وأحمد ابن الحسن الطّيّان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأَزْجِي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.

رماه الخطيب بالكَذِب، وذكر له حديثًا تفرَّد به الطَّبَراني، بسنده "إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر"١، ثم قال الخطيب: الحَمْل في وضعه على الرقي.

٥٠٤- محمد بن هاشم الخالدي٢:

المَوْصِلي الشاعر المشهور، ابن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر، وكان من شعراء هذا العصر.

وقد اشتريت مرّة المجلَّد الرابع من شعر الخالدين، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالديّة، وهي من أعمال المَوْصِل.

وكان محمد الأكبر، وكان قد قَدِمَ دمشقَ في صُحْبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكان من خَوَاصّ شُعَرائه، وهما شاعران مُحْسِنان مُجَوَّدان متوافِّقان في النظم، قد اشتركا في نَظْم كثيرٍ من الشعر، وكان السّريّ بن الرفَّاء يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سبًّا وهجاء.

فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم:

محاسِنُ الدَّيْر تسبيحي ومِسْبَاحِي ... وخَمْرُهُ في الدُّجَى صُبْحي ومِصْبَاحي

أقَمْتُ فيه إلى أنْ صار هَيْكَلُهُ ... بيتي ومفتاحه للحُسن مُفْتَاحي

ولمحمد:

والبدر منتقب بغيم أبيض ... هو فيه بين تَخَفُّرِ وتَبَرُّج

كَتَنَفُّسِ الحسناء في المِرْآةِ إذ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُها ولم تَتَزَوّجِ

ولسعيد:

أَما تَرَى الغَيْمَ يا من قلبه قاسٍ ... كأنه أتى مقياسًا بمقياس


١ انظر تاريخ بغداد "٣/ ٤١٠".
٢ انظر سير أعلام النبلاء "٦/ ٣٨٦"، وفوات الوفيات "١/ ٣٣٩".