كتاب تاريخ الإسلام - ط التوفيقية

الخلفاء الراشدون - سيرة عمر بن الخطاب - ج: 3 - ص: 47

وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَجَعَلَتْ دُفَّهَا خَلْفَهَا وَهِيَ مُقَنَّعَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرُقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ" ١.

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمِ بن عبد الله قال: أبطأ عُمَرَ عَلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَأَتَى امْرَأَةً فِي بَطْنِهَا شَيْطَانٌ فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَقَالَتْ: حَتَّى يَجِيءَ شَيْطَانِي، فَجَاءَ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ مُؤْتَزِرًا وَذَاكَ رَجُلٌ لَا يَرَاهُ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَّ لِمَنْخِرَيْهِ، الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَرُوحُ الْقُدُسِ يَنْطِقُ بِلِسَانِهِ٢.

وَقَالَ زِرّ: كان ابن مسعود يخطب ويقول: إنّي لأحسب الشيطان يَفْرقُ من عُمَر أنْ يُحدث حَدَثًا فيردّه، وإنّي لأحسِب عمرَ بين عينيه مَلَكٌ يسدِّده ويقوِّمه.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ٣ فَإِنْ كن فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" ٤. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ" ٥. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنْهُ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ جماعة من الصحابة.

---

١ صحيح: أخرجه أبو داود "٣٣١٢" في كتاب الأيمان والنذور، باب: ما يؤمر به من الوفاء بالنذر، والترمذي "٣٧١٠" في المصدر السابق، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".
٢ إسناده ضعيف: رواية سالم عن عمر منقطعة، ويحيى بن يمان ضعيف الحفظ كما في "التقريب" "٧٦٧٩".
٣ محدثون: قال في "الفتح" "٧/ ٦٢": اختلف في تأويله، فقيل: ملهم. قاله الأكثر، قالوا: المحدث الرجل الصادق الظن.
٤ صحيح: أخرجه مسلم "٢٣٩٨" في كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر بن الخطاب، والترمذي "٣٧١٣" في كتاب المناقب، باب: مناقب عمر بن الخطاب.
وأخرجه البخاري "٣٦٨٩" في كتاب فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب، من حديث عائشة.
٥ صحيح: أخرجه الترمذي "٣٧٠٢" في المصدر السابق، وأحمد "٢/ ٥٣، ٩٥" وأبو نعيم في "الحلية" "٩٩".
وفي الباب عن أبي ذر، أخرجه أبو داود "٢٦٩٢" في كتاب الخراج، باب: في تدوين العطاء، وابن ماجه "١٠٨" في المقدمة، باب: في فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأحمد "٥/ ١٤٥، ١٦٥، ١٧٧". وعن أبي هريرة أخرجه أحمد "٢/ ٤٠١". والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع" "١٨٣٤".