للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ الحسن: رأى عُمَر جاريةً تطيش هُزالًا فَقَالَ: من هذه? فَقَالَ عبد الله: هذه إحدى بناتك. قَالَ: وأيُّ بناتي هذه? قَالَ: بنتي، قَالَ: مَا بلغ بها مَا أرى? قَالَ: عملُكَ! لَا تُنفق عليها، قَالَ: إني والله مَا أعول وَلَدَك فاسْعَ عليهم أيُّها الرجل.

وَقَالَ محمد بْن سيرين: قدِمَ صهْرٌ لعمر عليه فطلب أن يُعطيه عُمَر من بيت المال فانتهره عُمَر وَقَالَ: أردت أن ألقى الله ملكًا خاءنًا! فلما كان بعد ذلك أعطاه من صُلْب ماله عشرة آلاف دِرْهم.

قَالَ حُذيفة: واللَّهِ مَا أعرف رجلًا لَا تأخذه في الله لومة لائم إلّا عمر.

وقال الحذيفة: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قول رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الفتنة؟ قلت: أنا. قَالَ: إنك لَجَريء، قلت: فتنة الرجل في أهل وماله وولده تكفِّرها الصلاة والصيام وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: ليس عنها أسألك ولكن الفتنة التي تموج مَوْجَ البحر، قلت: ليس عليك منها بأس إنّ بينك وبينها بابًا مُغْلقًا، قَالَ: أيُكْسَر أم يُفْتَحُ؟ قلت: بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا، قلنا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نعم كما يعلم أنّ دون غدٍ الليلة، إنّي حدّثته حديثًا ليس بالأغاليط، فسأله مسروق: مَن الباب؟ قَالَ: الباب عُمَر١. أخرجه البُخاري.

وَقَالَ إبراهيم بْن عبد الرحمن بْن عوف: أُتي عمرُ بكنوز كِسْرى، فَقَالَ عبد الله بْن الأرقم: أتجعلُها في بيت المال حتى تقسمها؟ فَقَالَ عُمَر: لَا واللهِ لَا آويها إلى سقفٍ حتى أُمْضيها، فوضعها في وسط المسجد وباتوا يحرسونها، فلمّا أصبح كشف عنها فرأى من الحمراء والبيضاء مَا يكاد يتلألأ، فبكى فَقَالَ له أبي: مَا يبكيك يا أمير المؤمنين فوالله إن هذا اليوم شُكْر ويوم سرور! فَقَالَ: وَيْحَكَ إن هذا لم يعطه قوم إلا ألقيت بينهم العداوة والبغْضاء.

وَقَالَ أسلم مولى عُمَر: استعمل عُمَر مولى له على الحمى فَقَالَ: يا هُنَيُّ


١ صحيح: أخرجه البخاري "٥٢٥" في كتاب مواقيت الصلاة، باب: الصلاة كفارة، ومسلم "١٤٤"، في كتاب الفتن، باب: الفتنة التي تموج كموج البحر، والترمذي "٢٢٦٥" في كتاب الفتن، باب: رقم "٧١"، وابن ماجه "٣٩٥٥" في كتاب الفتن، باب: ما يكون من الفتن، والبيهقي في "الدلائل" "٦/ ٣٨٦".