٥٩- محمد بْن عَبْد الواحد١. صريع الدلاء، القصّار، وقتيل الغواشي. ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا مطبوعًا، الغالب عَلَى شِعْره الهَزْل والمُجُون، وديوانه مجلَّدة.
سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.
ومن شِعْره قصيدته المقصورة:
قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى
يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكرى
وان تغب وجوهكم عن ناظري ... فذكر مستودعٌ طي الحشا
فسوف أسْلِي عنكُمُ خواطري ... بحُمُق يَعْجَبُ منه مَنٍ وَعَى
وطُرَفٍ أَنْظِمُها مقصورة ... إذ كنتُ قَصّارًا صَرِيعًا للدلا
مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ ... أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد اعتدى
مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغط رأسَه شكى الهوى
وألف حَمْل مِن متاع تُسْتَرٍ ... أنفع للمسكين مِن لفظ النَّوَى
والذَّقْنُ شَعْرٌ في الوجُوه ... نابِتٌ وإنّما الدُّبْرُ الَّذِي تحت الخُصَا
والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ باللبا
مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار مِن القِدْرَ إلى حيث يشا
والند لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا رِيحُ الخَرا
مَن دَخَلَتْ في عينه مِسَلَّةٌ ... فسأله مِن ساعته كيف العَمَا
مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ سَوَى
في أبيات.
قال أبو طاهر أخمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدَّلاء القصّار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
١ العبر "٣/ ١١٠"، والبداية والنهاية "١٢/ ١٣"، الأعلام "٦/ ٢٥٤".