للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٧٣- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن القاسم بْن إسماعيل الضّبّيّ المَحَامِليّ١. الفقيه الشّافعيّ أبو الحَسَن. درس الفِقْهَ عَلَى الشَّيْخ أَبِي حامد. وكان عُجبًا في الذَّكاء والفَهْم، صنَّف في الفقه كتاب " المجموع"، وهو كتابٌ كبير، وكتاب "المقنع" في مجلَّد، وكتاب "الُلباب"، وغير ذَلِكَ.

وصنَّف في الخلاف كثيرًا. وسمع مِن: الحافظ محمد بْن المظفَّر، وطبقته. ورحل بِهِ أَبُوهُ إلى الكوفة فسمّعه مِن ابن أَبِي السَّريّ البكّائيّ. وُلِد سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة. روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وحضر دروسه.

وقال الشّريف المرتضى أبو القاسم عليّ بْن الحسين المُوسوي: دخل عليَّ أبو الحَسَن المَحَامِليّ مع الشيخ أبي الحامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشيخ أبي حامد: هذا أبو الحَسَن بْن المَحَامِليّ، وهو اليوم أحفظ للفقه منيّ.

وقال الشَّيْخ أبو إِسْحَاق في "الطبقات": تفقَّه أبو الحَسَن عَلَى الشيخ أبي حامد الإسْفرائينيّ وله عَنْهُ تعليقة تُنْسب إِليْهِ، وله مصنَّفات كثيرة في الخِلاف والمَذْهب، ودرس ببغداد.

قلت: وتُوُفّي في ربيع الآخر، وتُوُفّي أبوه سنة سبعٍ كما مرَّ.

١٧٤- أحمد بْن محمد بْن الحاجّ بْن يحيى٢. أبو العبّاس الإشبيليّ الشّاهد. نزيل مصر. رحل في صغره، وسمع: عثمان بْن محمد السَّمَرْقَنْديّ، والحسن بْن مروان القَيْسَرانيّ، وأبا عليّ بْن هارون، وأبا القاسم عليّ بْن أبي العَقِب، وأحمد بْن محمد بْن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بْن محمد بْن عُتبة الرّازيّ، والعبّاس بْن محمد الرّافقيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي دُجانة الدّمشقيّ، وخلقًا سواهم بمصر، والشّام.

روى عنه: أبو نصر عُبَيْد الله بْن سعيد الوابلي، وعبد الرّحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو عَبْد الله القُضاعي، وأبو إسحال الحبّال، وأبو الحَسَن الخِلَعيّ، وطائفة مِن المغاربة. وقع لنا حديثه عاليا. وخرّج لَهُ أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثني عَليْهِ الحبّال وقال: مات في صفر.


١ تاريخ بغداد "٤: ٣٧٢"، والمنتظم "٨/ ١٧"، والعبر "٣/ ١١٩".
٢ مسند الشهاب للقضاعي "١/ ١٧١"، وشذرات الذهب "٣/ ٢٠٢".