فردّ عثمانُ السَّبْيَ إلى ذِمَّتهم، وكان ملك الروم ببعث إليها منويل الخصي في مراكب فانتفض أهلُها -غير المقوقس- فغزاهم عمرو في ربيع الأول، فافتتحها عَنْوةً غير المدينة فإنّها صُلْح.
وفيها عزل عثمان عَمْرًا عَنْ مصر، واستعمل عليها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ. والصحيح أنّ ذلك في سنة سبعٍ وعشرين. واستأذن ابُن أبي سَرْح عثمان في غزْو إفريقية فأَذِنَ له.
ويقال فيها ولد يزيد بْن معاوية.
وحج بالنّاس عثمان -رضي الله عنه.
سَنَة سِتٍّ وَعِشرْين:
فيها زاد عثمان في المسجد الحرام ووسّعه، واشترى الزّيادة من قوم، وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس وَقَالَ: مَا جرَّأكم عليَّ إلَّا حِلْمي، وقد فعل هذا بكم عُمَر فلم تُصَيِّحوا عليه، ثم كلموه فيهم فأطلقهم.
وأميُرها عثمان بْن أبي العاص الثّقفي، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاثمائة ألف.
وقيل: عزل عثمان سعدًا عَنِ الكوفة لأنّه كان تحت دَيْنٍ لابن مسعود فتقاضاه واختصما، فغضب عثمان من سعد وعزله واستعمل الوليد بْن عُقْبة، وقد كان الوليد عاملًا لعمر على بعض الجزيرة وكان فيه رِفْقٌ برعيّته.
سَنَة سبْعٍ وَعِشرْين:
فيها غزا معاوية قبرص فركب البحر بالجيوش، وكان معه عُبادة بْن الصامت، وزوجه عبادة أم حَرَام بنت مِلْحانِ الأنصاريّة خالة أنَس، فصُرعت عَنْ بَغْلتها فماتت شهيدةً، وكان النّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يغشاها ويقيل عندها وبشرها بالشهادة١، فقبرها بقبرص يقولون هذا قبر المرأة الصالحة. روت عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم.
١ وذلك فيما أخرجه البخاري "٢٧٨٨، ٢٧٨٩" في كتاب الجهاد، باب: الدعاء بالجهاد، ومسلم "١٩١٢" في كتاب الإمارة، باب: فضل الغزو في البحر، عن أنس عن أم =