والحلق أو التقصير، والمعروفة بسننها المختلفة كالاغتسال قبل الإحرام ودعاء الطواف والملتزم وتقبيل الحجر الأسود، وركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم، والشرب من ماء زمزم وغيرها، وتفيد الاستغراق بمعنى استغراق جميع الأركان والمشاعر والمناسك والواجبات والسنن، حتى تكون كاملة تامة، وكذلك جاءت "إلى" بمعنى "مع" أي العمرة مع العمرة كفارة لما بينهما، وفي هذه الصورة الفنية التي تكررت فيها العمرة، تحث على متابعة العمرة من حين لآخر، للحرص على تكفير السيئات تباعًا، كما أنها تفيد القصر والتأكيد، أي قصر التكفير على التتابع بين العمرات وتأكيده، لتعظيم الثواب الجزيل والأجر العظيم، فقد قصر الحديث الشريف تكفير السيئات على أداء العمرة بعد العمرة، أو قصر التكفير على السيئات التي كانت قبل أداء العمرة وإن طالت المدة قبلها، وكذلك تجد الصورة الأدبية في صيغة المبالغة في "كفارة" بالتشديد، تدل على محو جميع السيئات الصغائر والكبائر غير حقوق العباد في أرجح الأقوال عند العلماء، لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فلا تبقي منها بقية، فالإبهام في دلالة "ما" اللغوية، تدل على هذا العموم والشمول لكل السيئات صغيرة كانت أم كبيرة، أما حقوق العباد ومظالمهم لا بد من ردها إلى أصحابها، أخرج ابن ماجة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"جزاء الحج جهاد والعمرة تطوع".
روعة التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن الحج المبرور في قوله:"والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" في صور أدبية بليغة متنوعة، فالصورة الفنية في مفهوم "الحج""بأل" التي تفيد التعريف والعهد والاستغراق، أي الحج المعروف في تعاليم الشريعة الإسلامية ركنًا من الأركان الخمسة، التي بني عليها الإسلام؛ فلا يتحقق الإسلام إلا بالتصديق بها، ولا تسقط عن المستطيع إلا بعد أدائها بنفسه أو ورثته من