للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعده من تركته أو من غير، وكذلك الحج المعهود بأركانه، وهي النية والإحرام من الميقات والطواف والسعي والوقوف بعرفة والحلق والتقصير، وبواجباته من المبيت بمزدلفة والمشعر الحرام ورمي الجمرات والمبيت بمنى، وطواف الوداع، والحج المعهود بسننه الكثيرة، وباجتناب محرماته وممنوعاته، والمعهود بنسكه من الهدي والأضحية وغيرها، ويفيد التعريف الاستغراق والشمول، فلا يكون تامًا إلا باستغراقه لجميع الأركان والواجبات والسنن والبعد عن المحرمات والممنوعات، لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} .

والصورة الأدبية الثانية جاءت بلاغتها في اسمية الجملة، التي تقصر الخبر على المبتدأ الموصوف بصفة المبرور، فلا يتجاوزه إلى المتصف بالرياء والتظاهر والمخالط للرفث والفسوق والجدال والمعاصي، أما الصورة البليغة الثالثة في قوله: "ليس له جزاء إلا الجنة" فقد جاءت على سبيل القصر أيضًا والتأكيد بالنفي والاستثناء بمعنى أن الجنة مقصورة على جزاء الحج المبرور، لا يتجاوزه إلى المأزور غير المأجور تأكيدًا وتعظيمًا لثوابه الجزيل، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} .

القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:

١- بالإضافة إلى ما ذكره في التصوير النبوي للحديث الشريف للقيم الخلقية والتشريعية نذكر ما يلي:

٢- الحث على أداء العمرة وتكرارها كلما أمكن ذلك.

٣- متابعة العمرات تكفر ما بينهما من السيئات والأوزار.

٤- الحث على أداء فريضة الحج.

٥- الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

<<  <   >  >>