للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جازم يُلْزِمُ المؤمن بالقيم، وهو واثق من عظيم الثواب وأفضل الجزاء، وذلك في الإيقاع الصوتي النابع من صيغ الأمر الكثيرة في "اتق وارض وأحسن وأحبَّ" وصيغة النهي في "ولا تكثر من الضحك" وكذلك الإيقاع الصوتي الجازم القوي الصادر من ترتب جملة الجواب والجزاء على الشرط في توازن واتزان مثل: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وهكذا في الصور البلاغية الخمسة، فكأنَّ الإنسان يضع بيده شيئًا هنا بينما يضع بيده الأخرى شيئًا هناك، في اتساق وتوازن واتزان، تلك هي الإيقاعات القوية التي تثير العقل والعاطفة، وتحرك الانتباه والمشاعر والأحاسيس.

ثم تأمل الإيقاع الصوتي والتدفق الموسيقي في صيغ أفعل التفضيل، وذلك في هذه التقاسيم: "أعبد الناس" و"أغنى الناس" ثم ما يوحي به التقسيم الموسيقي في قوله: "تكن مؤمنًا" من التدفق في الإيقاع والجزم والقطع، مع أنه ورد في صيغة الفعل المضارع الذي يتراوح معناه بين الحال والاستقبال، ثم تأمل الموسيقى المتراخية الممتدة والإيقاع الهادي العميق في تصوير الحب وموت القلب النابعان من كثرة حروف اللين والتضعيف في الشدات، وأيضًا كلمة "مسلمًا" لتسلم النفس من العقد والعلل النفسية مما يتناسب مع قيم الحب التي تتسم بطبيعة العمق ودوام الصدق والإخلاص والسلامة، ومما يتلاءم أيضًا مع إحياء القلب وبعثه بعد جموده وموته من كثرة الضحك وتراخي عضلاته وامتدادها من التواصل فيه.

القيم التشريعية والخلقية في الحديث الشريف:

١- أن يتحول العلم إلى منهج وسلوك في الحياة؛ فيعمل الإنسان بما علم، حتى يعود عليه وعلى المسلمين بالسعادة: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} .

<<  <   >  >>