في ذلك بين النفوس المريضة بالتأزيم والتزمت، والعابسة المقطبة المكشرة وبين غيرها، فإنها تترك الأسى والكبت والحزن والجفوة والجفاء والأذى، قال تعالى:{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} .
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم أمته، فحثهم على شكر الله عز وجل على نعمه الظاهرة والباطة بالصدقة كل يوم؛ لتغشاهم رحمته ورضوانه.
٢- إن الصدقة في الإسلام نوعان؛ مادية: كالأموال والأعيان والعقارات والمأكولات والمشروبات وغيرها من الغني الميسور، ومعنوية وتجمعها أبواب الخير وهي كثيرة جاء بعضها في هذا الحديث، للدلالة على نظائرها ممن لا يملك صدقة مادية، تزيد عن حاجته، ومن تلزمه نفقتهم.
٣- أعظم الصدقات المعنوية من أبواب الخير هي: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٤- من الصدقات المعنوية والخلقية إماطة الأذى عن الطريق، مثل إقالة العثرات عن الطريق، وتمهيده ونظافته من القاذورات والمهملات، ومنع الدخان والأصوات المزعجة والعالية، وعدم تلويث الهواء بما يؤذي الإنسان من العوادم والغازات المضررة.
٥- ومنها أيضًا تعليم الأصم، وتمكينه من ممارسة حياته المألوفة، فيتعلم ويقرأ ويشارك المجتمع من حوله، فلا يعيش معزولًا عنه بالعزلة والغربة.
٦- ومنها أيضًا إرشاد الأعمى والضال إلى الطريق الصحيح وتوجيهما إلى مقصدهما، وملاطفتهما في الحديث، وتعليمهما وفتح أبواب المشاركة مع المجتمع من حولهما، حتى لا يشعر بالغربة والعزلة.
٧- ومنها أيضًا إعانة المستغيث والضعيف، فتسعى معهما، حتى ترد عنهما الأذى، وتدفع عنهما الشر، الذي يحيط بهما، ما دمت قادرًا على ذلك بلا ضرر ولا ضرار.
٨- ومنها أيضًا حسن المعاملة للآخرين، بطلاقة الوجه وحسن الاستقبال وإشراق الوجه بالابتسامة، بلا عبوس ولا تكشير، ولا اشمئزاز ولا إعراض.