الحجر والعظم والشوكة، حتى لا يتعثر بها إنسان، فيدمى قدمه وجسده، أو حيوان أعجم فتؤذيه، لأنه كان سيحزن لإيذاء أخيه، ويفرح لنعمائه، فذلك هو الإيمان الصادق، لقوله -صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهل هناك رابطة أقوى من المودة والألفة والحب، قال تعالى:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} ، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} .
التصوير البلاغي للنفس الإنسانية وهي تحرك مشاعرها بالخير والحب والإخاء، وهي صدقة معنوية، فيسمع الأصم، ويهدي الأعمى، ويدل المستدل على حاجته، ويسعى في حاجة اللهفان المتسغيث، ويتعاون بذراعيه مع الضعيف، ويهدي الضال، فهي صدقة نفسية، ومبادئ إنسانية سامية، تربط المجتمع بالحب والتعاون والإخاء والمودة، والوحدة والترابط، فلا فرق بين الضعيف والقوي، ولا بين السليم السوي والعاجز المعان، ولا بين البصير والأعمى، ولا بين السميع والأصم، ولا بين الخبير المحنك والضال، ولا بين المستغني واللهفان المستغيث، مثلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
التصوير الأدبي البليغ للنفس الإنسانية وهي تحرك مشاعرها بالخير والحب والمودة، وهي صدقة شعورية ووجدانية وعاطفية، في قوله -صلى الله عليه وسلم:"وتبسمك في وجه أخيك صدقة"، فيدخل البهجة والسرور في نفس أخيه فربما قد حزبه أمر، ويغشاه هم أو غم، فتشاركه فيه لتخرجه منه بتلك الابتسامة الرقيقة، فتنزعه مما هو فيه من حزن أو غضب وهم، فرق كبير