ورقها، وذكر لهم بعض خصائصها التي تلتقي فيها صفات المسلم، لكي يحرك العقل والمشاعر، وينمي الذكاء في النفس، ويتنافس المتلقي مع غيره في المهارات العقلية، لتعميق التجارب الإنسانية في الحياة، والكشف عن أعماق الخبرة والحنكة في فهم أسرار الواقع، مما دعا كل المستمعين أن يتسابقوا في عرض خبراتهم في الحياة، وإظهار ذكائهم وقدراتهم العقلية والفكرية، فانطلق كل واحد يفسرها حسب خبرته وتجاربه الفكرية والعلمية والواقعية في الحياة، ويذكر نوعًا من الأشجار الكثيرة التي انتشرت في البوادي، وتنوعت أشكالها وأنواعها في الصحراء والوديان وعلى الجبال، لكن هذه الإجابات المتنوعة ابتعدت عن المطلوب، ولم تتفق مع صفات الشجرة المطلوبة، التي رمز إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببعض صفاتها، حتى يحرك الأذهان وينمي الذكاء ويعمق التفكير، وابتعدوا جميعًا عن النخلة ورسول الله يتلقى الإجابات بصدر واسع وقلب مفتوح، ما عدا الراوي عبد الله بن عمر الذي خطر في باله وهداه تفكيره وذكاؤه وعمقُ تجربته هنا إلى أنها النخلةُ، فكاد أن ينطق ويعلن عما دار في عقله وخلده، ليسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإجابة الصحيحة، لكن حياءه منعه من أن يعلن ذلك، وحوله كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم شيخ الإسلام أبو بكر الصديق، وأعدل أهل الأرض بعد رسول الله الكريم والده عمر بن الخطاب وغيرهما رضي الله عنهم هيبة منهم وتوقيرًا لهم، وخاصة وفي كل مرة يطرح هذا السؤال بصفات أخرى، ويتلقى الإجابة غير الصحيحة، ثم يزيدهم بعض الصفات لها، حتى تكون أكثر وضوحًا كما ورد في رواية:"إنها لا ينقطع ثمرها ولا يُعدم نيله ولا يبطل قطعها"، وفي رواية ثانية:"لا يسقط لها أبلمة - أي: خوصة - كما لا يسقط لمسلم دعوة"، وفي رواية رابعة: