ومقتضيات حياته، ليتعرف على الحق والحقيقة، ويكشف الباطل والزيف والضلال، ويقف على دلائل قدرة الله عز وجل وإبداعه في خلقه ومخلوقاته ليزداد إيمانًا وتصديقًا، ويعمل على الإصلاح والبناء القوي، ويرتقي بالمجتمع إلى مدارج الرقي والتقدم والحضارة، قال تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وقال أيضًا: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ... } ، وقال تعالى:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} .
الشورى وحرية الرأي: لا تتعارض الشورى مع الحرية في الفكر والاعتداد بالرأي، لأن استشارة الآخرين، وتفنيد آرائهم، ودراستها وبحث فكرهم، والموازنة بين الآراء المختلفة، كل ذلك يعين على حرية التفكير الواعي المدروس، ويسدد الرأي الصائب، ويهدي إلى الفكرة الصحيحة، ويصل بكل ذلك إلى جوهر الحقيقة المدعومة بالأدلة، ووجهات النظر المختلفة، لأنها نبعت من خلال تجارب متنوعة، ومناظرة بين الآراء المختلفة، وتمييز بين الفكر الصالح والطالح، لذلك سميت سورة في القرآن الكريم بالشورى تحث عليها وترغب فيها، قال تعالى:{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} .
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- يحرم الإسلام التقليد الأعمى بدون وعي أو إدراك، بل لا بد من التصديق والاعتقاد والقناعة والفهم.
٢- كما يحرم التبعية للغير، القائم على إعادة ما يجري على ألسنة الناس من العبارات المعتادة، وهي التبعية المطلقة، بأن يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، من غير اعتقاد واقتناع، أو تأمل ومشورة.