للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقرعه الحجة بالحجة، ويأخذ بيديه إلى الحق والحقيقة من أقرب طريق، قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} .

القيم التشريعية والخلقية في الحديث الشريف:

١- تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته من المنافقين، فهم أخطر النماذج البشرية من الفاسقين والمشركين وأعداء الإسلام، لذلك توعدهم الله عز وجل بأشد أنواع العذاب: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} .

٢- لا يخشى على المسلم من المؤمنين لأن المؤمن لا يؤذي أحدًا، ولأن إيمانه يمنعه من ذلك، فهو أمين يتقي الله ويخشاه، ويخاف عذابه "لا إيمان لمن لا أمانة له"، "لا يؤمن أحد حتى يأمن جاره بوائقه".

٣- كما أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يخشى على المسلمين من المشركين بالله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى تكفل بخزيهم وقمعهم؛ إنما يمهلهم ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ولن يفلتوا من عذابه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

٤- حدد النبي -صلى الله عليه وسلم- صفات المنافقين حتى يحذرهم المسلمون، ووضح علامات النفاق ليفطنوا إليها، فيحذروهم، من هذه العلامات أن المنافق يظهر ما لا يخفيه، فتختلف أقواله وأفعاله عما يسره في قلبه، متخذًا في ذلك بيانًا خلابًا في بلاغة القول، وفنون الأحاديث وأساليب الخداع والدهاء؛ فيخدعهم بما يعرفون؛ لكنه يفعل ما ينكرون.

٥- بالإضافة إلى ما ذكر في التصوير النبوي من الحديث الشريف.

<<  <   >  >>