يمحو بها الذنوب، للتأكيد على تشريع الغسل والصلوات معًا، فهما مرتبطان بطاعة الله ومرضاته. وأما الصورة الكلية البديعة فقد وردت في أقصوصة طريفة ومثيرة، نسج فيها الخيال أحداثًا حسية ومشاهد حية، لتحريك العاطفة وإثارة العقل وتنشيط الوجدان واشتياق القلب، فجاءت في صورة حكاية جرت في العادة، وقامت مشاهدها المتنوعة فيما بين منزل مقام على نهر واسع ومتجدد، بجوار منازل أخرى، يغتسل المقيمون فيها كل يوم خمس مرات، في كل مرة يزيل الأوساخ من البدن والثوب، ثم يتبعها بالصلوات الخمس، ويدور الحوار بين شخصيات القصة، الراوي الذي سمع من الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمتحدث والسائل والمجيب، والمستمعون وهم كثيرون، يفكرون في السؤال ويحاولون الإجابة، كل ذلك في أحداث محسوسة، ومشاهد حية ومتحركة في قصة قصيرة بليغة.
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- الحث على أداء الصلوات في أوقاتها، والحرص عليها في مواقيتها الموزعة على اليوم، يجعل القلب دائمًا موصولًا بذكر الله وشكره معظم اليوم أو نصفه، تجدد نشاطه الروحي، والإيماني.
٢- أثر الوضوء والصلاة معًا في طهارة المسلم ورشاقته ونظافته معنويًا ونفسيًا من الشواغل والذنوب، وحسيًا وجسديًا من الأوساخ والجراثيم والأمراض؛ ليظل المسلم قويًا ونشيطًا.
٣- منزلة الصلاة بين غيرها من أركان الإسلام؛ فهي عماد الدين، تنهى عن الفحشاء والمنكر:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} .
وفي الحديث الشريف:"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".