للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ذكر المسجد بالألف واللام دلالة على أن هذا الحكم خاص بالمسجد المعد لذلك بالبناء، ولا يطلق على الخلاء بدون بناء لتعرضه للشمس والماء والهواء؛ لأن المسجد له حرمته وتعظيمه، وفي التعبير الفني بالفاء في قوله: "فتناوله الناس" التي وضعت للترتيب والتعقيب؛ دلالة على المسارعة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في الحديث الشريف: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده.." إلخ.

وتجد روعة التصوير البلاغي أيضًا حين قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "دعوه وهريقوا على بوله سَجْلًَا من ماء أو ذنوبًا من ماء" من خلال صور فنية متنوعة:

١- جمال التصوير الفني بالفاء في صورة: "فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم: "دعوه ... " إلخ يدل على شفافيته وسرعة بديهته في رد إنكارهم؛ وتوجيههم إلى الأسلوب الأمثل في الدعوة إلى سماحة الإسلام في رفق ورعاية للضرورات البشرية.

٢- وجاءت الصورة الفنية البليغة الثانية: "وهريقوا عليه سجْلا من ماء" لتؤكد سماحة الإسلام في الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، فأمر المعترضين عليه أن يقوموا هم لا الأعرابي بأن يصبوا ماء على مكان البول؛ فهذا يكفي لطهارة المكان وترضية الأعرابي، وفيه دلالة أيضًا على أن الأرض التي لا تصل إليها الشمس لا تطهر إلا بالماء؛ لأن صب الماء عليها يبعد النجاسة عن سطحها، وفي قوله: "على بوله" دلالة على صب الماء من أعلى دون أن يقلب التراب ولا يأتي على كل جوانبه من أسفل.

روعة التصوير الأدبي في قوله: "فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" تعتمد على أسرار بلاغية رائعة في صور فنية جميلة: منها

<<  <   >  >>