لأصحابه؛ ومحبته لهم، حينما ناداه بكنيته "يا أبا هريرة"، وتدل الصورة الفنية الثالثة في "كرهت أن أجالسك"، على الاهتمام والحضور القلبي والعقلي، وعلى المشاركة الإيجابية في ذلك، لدلالة صيغة المشاركة والمفاعلة على التجاوب بين الحاضرين بكل طاقاتهم الفكرية والعاطفية والنفسية والعملية، وهذا يدل على صدق إيمانهم، وإيثار نبيهم بالمحبة لقوله تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ، ولقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} وفي الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن التعجب من اختفاء أبي هريرة وجهله بالحكم الشرعي في قوله:"سبحان الله إن المؤمن لا ينجس"، وذلك في الصورة الأدبية الأولى:"سبحان الله"؛ فهي تدل على التعجب من حال أبي هريرة كيف يخفى عليه هذا الأمر، فطهارة المؤمن ينبغي أن تكون معروفة بالبداهة؛ فلا تخفى على أحد، فطهارة المؤمن ينبغي أن تكون معروفة بالبداهة؛ فلا تخفى على أحد، وكذلك تدل الصورة الفنية الثانية في "سبحان الله" على التنزيه والاستعظام لله عز وجل، والتقديس له سبحانه وتعالى عما يصفون، ثم الصورة الفنية الثالثة "إن المؤمن لا ينجس" التي تدل على أن طهارة المؤمن حيًا أو ميتًا أمر معروف ومقرر لا يجهله أحد، ولا يقبل الجدل أو الإنكار، لذلك جاء بمؤكدات، فعبر "بإنما" للتوكيد، وباسمية الجملة التي تدل على الثبات والدوام، الذي لا يقبل التغيير ولا التحويل، ثم بتسليط النفي على الخبر الذي تتم به الفائدة، ليكون كالدليل على الحكم المدعوم بالدليل القاطع فقال:"لا ينجس" لإفادة عموم الحكم بعدم النجاسة، لأن المؤمن في ذاته لا ينجس حيًا ولا ميتًا، أما إذا أصابته نجاسة من خارج جسده فعليه أن يتطهر منها