انفعال وقتي، بل يعتمد على قيم سامية فهو شكرٌ لله تعالى على نعمائه، وطاعة وعبادة وتقديس لذاته مصداقًا لقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} .
التصوير الفني في بلاغة الحديث الشريف في قوله:"بنى الله له مثله في الجنة"، فقد اعتمد التعبير على النسق الإيقاعي الجميل، والتوازن الموسيقي الجذاب، مما يهز العاطفة، ويثير الوجدان، لأنه يصدر عن أنغام تصدر عن طرح المقدمات في قوله:"من بنى مسجدًا"، وهو أسلوب الشرط، الذي يؤدي إلى استلزام الحكم، وحتمية النتيجة، والقرار، في أسلوب الجواب والجزاء، في قوله:"بنى الله له مثله في الجنة"، وهذه صورة فنية تجمع بين العاطفة والفكرة، وتتلاحم فيها الخواطر بالوجدان، ليكون الحكم فيها ملزمًا وقاطعًا، وهو تبشير من يعمر مساجد الله تعالى بالجنة أولًا، ومضاعفة الأجر فيها ثانيًا، وبلاغة التعبير بالمثل في الآخرة، لا يقتصر على نظير ما بُني في الدنيا فقط، فإن دلالة المثل الوضعية في اللغة، تجاوز ذلك بكثير، لأن المثل في الحديث الشريف له معانٍ منها: المعنى اللغوي وهو النظير، وقد يتكرر، ولا يقتصر على مرة واحدة، ومنها: المعنى البلاغي، وهو إضافة "مثل" النكرة إلى ضمير الهاء، بمعنى العموم والشمول، ليدل على تعدد المثل، فلا يقتصر على مدة واحدة، ومنها: المعنى البلاغي، وهو إضافة "مثل" النكرة إلى ضمير الهاء، بمعنى العموم والشمول، ليدل على تعدد المثل، فلا يقتصر على مدة واحدة، ومنها: المعنى الاصطلاحي في الشريعة الإسلامية، وهو مضاعفة الطاعة والعمل الصالح إلى أكثر من عشرة أمثال كما في قوله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- فضل بناء المساجد وتعميرها وتوسعتها والتجديد فيها.