للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشر مرات، خمسًا لأذان الفريضة وخمسًا لإقامتها، وبلاغة التعبير "بالنداء" في الدلالة على وجوب التلبية لأمرين، للمناجاة بهذا الدعاء المأثور، وللاستجابة بأداء الجماعة في بيوت الله التي يصدر منها النداء، لأن صيغة النداء تقتضي الاستجابة للمنادى وتلبية ندائه؛ لذلك ذهب بعض الفقهاء إلى وجوب صلاة الجماعة للفريضة في المساجد، ولو من باب فرض الكفاية، إذا قام بها بعضهم سقط عن الباقين، وذهب آخرون إلى أنها سنة مؤكدة، ويؤكد الوجوب حديث مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما فقد ورد بصيغة فعل الأمر في قوله: "قولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي".

التصوير الأدبي في التعبير بالمناجاة لله تعالى والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته"، وذلك في صور بلاغية متنوعة منها الأسلوب الإنشائي الذي يدل على النداء، ومناجاة الله عز وجل بلفظ الجلالة أي يا الله، وبلفظ الرب أي يا رب، فقد جمع الأسلوب الإنشائي بين الألوهية والربوبية، وهما أساس التوحيد وجوهر العقيدة الإسلامية، ومنها الأسلوب الخبري الذي يدل على التعظيم في اسم الإشارة "هذه"، وفي دلالة أداة التعريف على الاستغراق والكمال في "الدعوة التامة" و"الصلاة القائمة"، وتأكد هذا الاستغراق والكمال بوصف الدعوة بالتامة، ووصف الصلاة بالقائمة أي الباقية، قال الطيبي: الدعوة التامة من أول النداء إلى محمد رسول الله، والصلاة القائمة هي الحيعلة. ومنها الصورة البلاغية التي قامت على الأسلوب الإنشائي المثير، الذي تتفتح له منافذ الإدراك في النفس المتنوعة، فتتمكن قيمها الخلقية منها كل التمكن، لأنه قام على الإثارة والإقناع، وذلك في أسلوب الأمر

<<  <   >  >>