للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-صلى الله عليه وسلم، ومن الجمل الإنشائية، قوله: "ولا تعد"؛ فليس النهي هنا يدل على كراهية التحريم عند الجمهور، بل يدل على كراهة التنزيه، بدليل دعاء النبي للصحابي بزيادة حرصه، ولو كان للتحريم، لما دعا له الرسول -صلى الله عليه وسلم، وسبب كراهة التنزيه، حتى لا يتشبه في مشيه راكعًا بالبهائم، وذلك لا يليق بحال المصلي، وفي هذا أيضًا دلالة على قيم تشريعية أخرى، وهي ألا صلاة لمنفرد خلف الصف. أي صلاة تامة لما رواه ابن خزيمة "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" وهو رأي الجمهور، وإن ذهب أحمد وإسحاق وابن خزيمة إلى التحريم، وكذلك عدم المنافاة بين إقرار الرسول لفعل الصحابي، وبين تصويب الفعل، وأيضًا صحة النية حالة الخطأ مع صحة تصحيحه بعد ذلك، وعلى المأموم أن يتبع الإمام في الحالة التي هو عليها، وغيرها من القيم الخلقية والتشريعية، التي دلت عليها روافد التصوير الأدبي، وعناصره من الأساليب الخبرية والإنشائية السابقة، كما ظهر ذلك واضحًا من جوامع كلم النبي -صلى الله عليه وسلم.

القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:

١- عدم المعارضة بين إقرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين تصحيح خطئه في الدخول إلى صلاة الجماعة بركوعه قبل الصف.

٢- صحة النية حال الخطأ ودوامها بعد تصحيح الخطأ بعد ذلك.

٣- على المأموم أن يتبع الإمام في الحالة التي هو عليها.

٤- الحرص على صلاة الجماعة بدليل دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكرة رضي الله عنه.

٥- أن المداخلات الخارجية في الصلاة لا تبطلها، وخاصة ما يقع اضطرارًا؛ لكن على المصلي أن يسد منافذها حسب طاقته، كلما أمكن بالحضور مع أقوال الصلاة وأفعالها وأركانها وسننها وهيئتها.

٦- بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي من الحديث الشريف.

<<  <   >  >>