الحديث الشريف أطلق النفقة والإفطار للدلالة على المساواة والعدالة بين الغني والوسيط في ماله، وبين من لا يملك شيئًا، قال تعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} حتى يتساوى الجميع في الثواب، ولا يحرم منه أحد، ما دامت نيته صادقة في ذلك، فقد يكون الإطعام والإفطار ثمرة أو مزقة لبن، أو يكون شربة ماء، وهذه يملكها الجميع، وقد تكون بالقول المعروف والكلمة الطيبة أو بالابتسامة وطلاقة الوجه وهذه أيضًا يملكها الغني والفقير على السواء، قال تعالى:{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} ، كما قد تكون الصدقة بترك المحرمات.
روعة التصوير الأدبي في بلاغة الأسلوب النبوي الشريف في قوله:"وكان له مثل الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم بشيء" فجاءت الصورة الأدبية على سبيل التشبيه التمثيلي، فقد أعطى لمن واسى الناس بالإفطار أو بالصدقة من الأجر مثل أجر المواسى، ثم أطلق الثواب، فليس المراد ثواب الطعام والصدقة فحسب، بل أكثر من ذلك وهو ثواب عمله الصالح كله؛ لأنه بهذا الطعام وبتلك الصدقة، قد أعانه على طاعة ربه، وعلى النفقة والسعي على أولاده، ليأخذ ثواب ذلك كله، أي ثواب طاعة الله تعالى والسعي على المعيشة ورعاية الأولاد وتربيتهم، وأكد الحديث الشريف تلك المعاني في قوله:"وكان له مثل أجره" ثم أكد هذا الشمول بعبارة بليغة أخرى وهي "من غير أن ينقص من أجر الصائم بشيء" كما جاء في حديث شريف آخر "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" تلك هي بلاغة المصطفى -صلى الله عليه وسلم.
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- تنوعت القيم الخلقية والتشريعية من خلال التصوير الأدبي والفني.