يبقى تفسير آيات الأحكام من وجهة نظر الحنابلة، نعم لهم كتب في هذا الباب لكنها ما طبعت، وجردت أحكام القرآن من خلال المغني، في رسائل علمية، وذكرنا في محاضرة اسمها (المنهجية في قراءة الكتب) ذكرت أن من وسائل التحصيل أن يأتي لمثل هذا الموضوع: أحكام القرآن، فيحضر عنده أحكام القرآن لابن العربي والجصاص، والطبري، في المذاهب الثلاثة، ثم بعد ذلك يعلق على هذه الكتب مذهب الحنابلة من خلال كتاب معتبر عندهم، وهذا لا يكلف كثير، فبمجرد ما تنقل قول أحمد، أو روايات المذهب إلى أحكام القرآن لابن العربي، يكون عندك كتاب في أحكام القرآن للحنابلة، يعني نظير ما عمل الشاه ولي الله الدهلوي في (المسوى شرح الموطأ) المسوى شرح الموطأ أصله الموطأ للإمام مالك، ويحمل فكر الإمام مالك، ووجهة نظر الإمام مالك، وهو مخلوط بموطأ محمد، موطأ محمد من وجهة نظر الحنفية، أضاف الشارح رأي الشافعية فاكتملت المذاهب الثلاثة، ولو أن طالب علم عمد إلى هذا الكتاب وأضاف إليه القول الرابع قول الحنابلة كمل الكتاب، وأول من يستفيد من هذا العمل الذي لا يكلف شيء كبير، ترى ما يكلف طالب العلم، ما يحتاج إلى عصر ذهن، هذا العمل أول من يستفيد منه هذا الطالب، وعندي أن هذا من أعظم وسائل تحصيل العلم.
المقدم: أحسنتم، يقول: فضيلة الشيخ قرأت في تفسر الشوكاني في قوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [(١٩٦) سورة البقرة] قال الشوكاني -رحمه الله تعالى-: "كاملة توكيد آخر بعد الفذلكة، بزيادة التوصية بصيامها، فما معنى الفذلكة؟
من أحيل على مليك فليحتل، أجب، نستفيد، أجب، أجب.
أحد المشايخ الحضور: يعني أنا ما أخفيكم أني لا أحب أجلس إلى جوار الشيخ، لا رغبة عنه علم الله، ولكني أخشى من أن يحيل علي في شيء، وأنا أجلس بين يديه جلوس الطالب المستفيد.
مثل هذا التواضع لا يخفى عليكم أيها الإخوة.
أحد المشايخ الحضور: الفذلكة: يعني هي جمع العدد بعد توكيده، أو توكيده بعد جمعه، وقد عرفها في لسان العرب تعريفاً طيباً، وهي لفظة مولدة، فيرجع السائل إلى لسان العرب.