الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله -جل وعلا- لم يخلق الخلق عبثاً، ولا تركهم سدى ولا هملاً، بل خلقهم لهدف عظيم، وغاية نبيلة، وهي تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، كما في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(٥٦) سورة الذاريات] ومن أجل تحقيق هذا الهدف تحقيق العبودية بعث الله الرسل، وأنزل الكتب، إذ لا سبيل إلى الخلق لتحقيق هذا الهدف إلا عن طريق الرسل، وما جاءوا به عن الله -جل وعلا-، لا يستطيع الإنسان مهما بلغ من الذكاء أن يعبد الله على مراده من غير ما جاءت به الرسل، فبالنسبة لما بعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- لا وصول لأحد إلى تحقيق الهدف وبلوغ الغاية إلا عن طريقه -عليه الصلاة والسلام-.
وأهل العلم يذكرون من النواقض -من نواقض الإسلام- كون الإنسان يزعم أنه يسعه ما وسع الخضر من عدم الاقتداء والاتباع لموسى، وأنه بإمكانه أن يصل إلى الغاية من غير طريق النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذا ناقض من نواقض الإسلام، فلا معرفة لنا بالأمور التوقيفية إلا عن طريقه -صلى الله عليه وسلم-.