الذي ليست توجد لديه .. ، أو لديه هذا المثقال -نسأل الله السلامة والعافية- في النار، في العذاب الأبدي السرمدي {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [(٥٦) سورة النساء] {مَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [(٤٨) سورة الحجر] فهذا فيه دلالة على عظم شأن هذا التوحيد الذي الفرق بين هذا وهذا مثقال حبة خردل، لكن ماذا عن الذي يحقق التوحيد ويمتلئ قلبه من التوحيد؟ هذا يمنعه دخول النار بالكلية، إذا تحقق وأخلص كما جاء ذلك في حديث عتبان في الصحيحين وغيرهما قال:((فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
[تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة:]
تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [(٨٢) سورة الأنعام] مفهومه أن الذين لبسوا إيمانهم بظلم لا يحصل لهم الأمن، وليسوا بمهتدين، أقول: هذه الآية أول ما نزلت خاف منها الصحابة -رضوان الله عليهم- وأينا لم يظلم؟ يظلم نفسه الظلم حاصل، الله -جل وعلا- حرمه على نفسه، وجعله بين الناس محرماً، لكن المقصود به في هذه الآية الشرك ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح)) {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [(١٣) سورة لقمان]؟.