شرح حديث:((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- من طريق أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)).
هذا الحديث المتفق عليه ربط هذه الأعمال بالإيمان، بالإيمان بالله الذي لا يصح أي عمل بدونه، الإيمان بالله شرط لقبول الأعمال، {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ} [(٥٤) سورة التوبة] فالكافر لا يقبل منه أي عمل، فلا بد أن يكون العامل مؤمناً ليقبل عمله.
وربط أيضاً بالإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان بالله، ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان إلا باجتماع أركانه الستة، ومنها الإيمان باليوم الآخر، والتنصيص على الإيمان باليوم الآخر، التنصيص على الإيمان باليوم الآخر، مع إمكان الاكتفاء بالإيمان بالله -جل وعلا- الذي يتطلب الإيمان باليوم الآخر، التنصيص عليه ليستشعر الإنسان اليوم الآخر الذي فيه الحساب والجزاء على هذه الأعمال وغيرها، ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر)) وهذا خاص بالمؤمنين، هم الذين يمتثلون مثل هذه الأوامر، ولا يعني أن الكافر غير مخاطب بفروع الشريعة كما يقول الجمهور، بل الكافر مخاطب بفروع الشريعة، وإن كانت صحتها متوقفة على الإيمان بالله -عز وجل-، فلو عمل عملاً حال كفره لا يقبل، وإذا أسلم لا يؤمر بقضائه، إذن كيف يخاطب بالفروع وهو لا يقبل منه حال كفره ولا يطالب به إذا أسلم يطالب بقضائه؟