الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأعتذر عما قاله الأخ في حقي، وما أنا إلا طويلب علم، متطفلٌ على موائد أهل العلم، نأخذُ من كلامهم، ونقتبس من كتبهم، ونلقي على طلابنا ما نجمعه من كلامهم.
أيها الإخوة: الموضوع الذي بلغتُ به قبل المجيء غير الموضوع المعلن، فقد حضرت، وفي ذهني أن الدرس سوف يكون عن تفسير سورة العصر، فلما حضرت، ورأيت الإعلان في سورة القارعة، رأيت أن أتحدث بما تيسر عن هذه السورة العظيمة، وإلا ما كان الموضوع مطابقاً لما عندي، وما أخبرت به، لما رأيت الإعلان، وقد وزع رأيت أن لا مناص، ولا مفر من أن يكون الموضوع هو المعلن؛ لأن تغيير الموضوع يحتاج إلى إجراءات لا يتسع لها الوقت، وعلى كل حال سواءٌ كان الحديث عن تفسير القارعة أو عن تفسير سورة العصر، وأي سورة من سور القرآن هو كلام الله -جل وعلا-، الذي يمنع بعض العلماء تفضيل بعضه على بعض، يمنع بعض أهل العلم تفضيل بعضه على بعض، وإن كان القول المحرر المحقق وهو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن بعض السور أفضل من بعض، وبعض الآيات أعظم من بعض، وأعظم سورة في كتاب الله هي سورة الفاتحة، كما في حديث أبي سعيد بن المعلى في صحيح البخاري وغيره، وسورة الإخلاص تعدل ثلاث القرآن، وأعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي.
على كل حال الحديث عن هذه السورة يطول، ولو لم يكن الحديث إلا في لفظ القارعة، هذه السورة مكية، وآياتها إحدى عشرة، أو عشر آيات على الاختلاف في الترقيم، واعتبار البسملة آية منها أو ليست بآية؟