الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فلا يخفى على أحد ما تعيشه الأمة من فتن، وما تمر به من أحداث، أطلت عليها منذ سنوات، وجعلت كثيراً من الناس من عامتهم، بل من طلبة العلم فيهم، من يصاب بشيء من الحيرة والدهشة والتردد والتذبذب، مما جعل بعض الأخوة يرتلون ويُنزلون محاضرات ودورات،. . . . . . . . . والذي يغشى مجالس الناس من العامة والخاصة يعرف قدر هذا الموضوع، فإن مجالسهم امتلأت بالقيل والقال، والتحليلات المبنية على أقوال فارغة لا تستند إلى نص من كتاب ولا سنة، تجد مصادر الناس في تقديم هذه الأمور وتقريرها وسائل الإعلام المختلفة، فمنهم من يقول: سمعت في الإذاعة الفلانية، ومنهم من يقول: سمعت المحلل الفلاني، في القناة الفلانية، ومنهم من يقول: قرأت في الصحيفة أو في جريدة كذا، وقلّ من يتصدى لهذا الأمر من أهل العلم الذين يعول عليه في تقويم هذه الأمور.
والمعول أولاً وأخراً في مثل هذه الأحوال على النصوص التي فيها المخرج من هذه الفتن.
عقدت دورات في شرح كتب الفتن، وهي موجودة ومتداولة من كتب السنة، وتولاها جمع من أهل العلم والفضل، ونفعت نفعاً عظيماً، وسرت في الناس ونورتهم وبصرتهم، ومن الجهود المباركة في هذا الباب مثل هذه المحاضرة التي عنوانها:" فتنٌ كقطع الليل المظلم".