وهذا العنوان جزء من حديث صحيح مخرج في صحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد، وجامع الإمام أبي عيسى الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، ((بادروا، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً)) هذا الأمر ومثل هذا الحديث يجعل الإنسان في خوف ووجل؛ لأن العواقب والخواتم أمرها بيد الله -جل وعلا-، فعلى المسلم أن يلهج دائماً بسؤال الله -جل وعلا- بحسن الخاتمة، والثبات على الدين، وأن يكون ديدنه ومعوله على كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
شخصٌ يُسأل عن ظاهرة وجدت في هذا العام، وهي شدة البرد، يعني نزلت الدرجة عن الصفر في كثير من مناطق المملكة، فيُسأل في وسيلة إعلام، وما رأيك، وما السبب؟ السبب لو قرأنا قول الله -جل وعلا-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[سورة الروم: ٤١]، بما كسبت أيدي الناس، ظهر الفساد، الكلام صحيح إلى هذا الحد، لكن كيف يفهم الآية، كيف فهم هذه الآية؟ قال: إن من الإفساد في الأرض انتزاع خيراتها، ومن ذلك استنزاف البترول، بطريقة غير معقولة، الذي هو يولد الدفء للأرض، هل هذا فهم مبني على أساس علمي شرعي؟ أبداً، هذا كلام من يهرف بما لا يعرف، وقد يكون له مآرب أو مقاصد من خلال هذا الكلام، الله أعلم، لكن هذا الكلام باطل، نعم الذنوب والمعاصي هي السبب بما كسبت أيدي الناس، ولولا أن الله -جل وعلا- يعفو عن كثير، لما ترك على ظهرها من دابة؛ لأن المعاصي والذنوب كثرت وعمت وطمت وشملت كافة المستويات وجميع الطبقات.