يقول الشارح: " أما قوله: إن الجنة والنار مخلوقتان فاتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية، وهذا كلام ابن القيم بحروفه، فأنكرت ذلك وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة، ثم ذكر نحو ما ذكره ابن القيم فيما تقدم نقله عنه.
ويقول الإمام البخاري -رحمه الله- تعالى في صحيحه: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
يقول الحافظ بن حجر في شرح الترجمة يقول: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة: أي موجودة الآن وأشار بذلك إلى الرد على من زعم من المعتزلة أنها لا توجد إلا يوم القيامة وقد ذكر المصنف في الباب أحاديث كثيرة، أحاديث كثيرة دالة على ما ترجم به فمنها ما يتعلق بكونها موجودة الآن، ومنها ما يتعلق بصفتها وأصرح مما ذكره في ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لما خلق الله الجنة، قال لجبريل: أذهب فأنظر إليها الحديث.
[المسألة الثالثة:]
[وهي أن الجنة باقية ونعيمها باق وليس بفان.]
يقول الإمام المحقق البارع ابن القيم في كتابه النافع الماتع حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، وله كلام نفيس في آخر النونية، يعني على طالب العلم أن يرجع إليه، نعم يحتاج أحياناً إلى شرح، النونية مشروحة من قبل الشيخ إبراهيم بن عيسى، ومن قبل محمد خليل هراس، ومن قبل مجموعة من أهل العلم، والشيخ ابن سعدي -رحمه الله- شرح مواضع منها.
وحادي الأرواح كالشرح لما أشرت إليه مما ذكره ابن القيم فيما يتعلق بالجنة، وما أعده الله -جل وعلا- لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة.
يقول ابن القيم في حادي الأرواح: الباب السابع والستون في أبدية الجنة يعني ختم كتابه في أبدية الجنة، في كما قال ابن القيم: وخاتمة النعيم خلودهم،
هذا وخاتمة النعيم خلودهم ... أبداًَ بدار الخلد والرضوان
يقول في الباب السابع والستون في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد.