ابن القيم بحث هذا وبحث مسألة فناء النار، وأطال في تقرير ذلك من الوجهين ولا رجح في الأخير، ومع ذلك بعض المتعصبين ممن تلبس بضرب من البدعة، كصاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير ذكر في الجزء السادس صفحة مائتين وأربعة، أو مائتين وواحد وأربعين الظاهر، مائتين وواحد وأربعين، أنا بعيد الآن جداً، مائتين وواحد وأربعين، التي هي وفاة الإمام أحمد لا وفاة الشافعي، مائتين وواحد وأربعين يقول: إن ابن القيم ختم كتابه في صفة الجنة بذكر فناء النار، ختم كتاب صفة الجنة بذكر فناء النار، وكأنه قال كلاماً شديداً في حق ابن القيم وأنه يختم له بما ختم به، نسأل الله السلامة والعافية، كلام، كلام نسأل الله العافية تحدوا إليه البدعة، وابن القيم -رحمه الله- من أئمة وأعلام السنة الذين هدموا المذاهب تبعاً لشيخه شيخ الإسلام -رحم الله- الجميع.
يقول في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد:
"هذا مما يعلم بالاضطرار أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر به قال الله تعالى:{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[سورة هود: ١٠٨]، {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} يعني: غير مقطوع، يعني غير منته، يقول: ولا تنافي بين هذا وبين قوله {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} واختلف السلف في هذا الاستثناء، هذا الاستثناء أورد فيه القرطبي في تفسيره في تفسير آية هود عشرة أقوال لأهل العلم، عشرة أقوال لأهل العلم.