يقول الشارح، شارح الطحاوية، وجل كلامه منقول عن ابن القيم وكثير منه عن شيخ الإسلام ابن تيمية، لكنه لا يعزو، لكنه لا يعزو، لا لشيخ الإسلام، ولا لابن القيم، وكثير من مباحث الكتاب مأخوذ بحروفه بالصفحة والصفحتان من كلام شيخ الإسلام، أو من كلام ابن القيم، وفعل ذلك ترويجاً لكتابه؛ لأنه على معتقد أهل السنة والجماعة وإذا عزا لشيخ الإسلام أو لابن القيم وهو حنفي المذهب ما راج كتابه عند قومه، وفي عصره، وفي مصره وبلده؛ لأنهم على مذاهب تخالف ما قرره شيخ الإسلام من عقيدة أهل السنة والجماعة، فترويج الكتب أحياناً يكون بالحذف كما هنا، يعني لو قال: قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وقال ابن القيم، وهو في بلد يخالفون شيخ الإسلام في المعتقد، ما قبلوا منه، كما أنه قد يروج الكتاب بذكر ما لا يرتضى من المذاهب التي لا يعتد بها في الاتفاق ولا في الخلاف، فمثلاً تجد في كتب الشوكاني والصنعاني ترويج لكتبهم بذكر أقوال الزيدية والهادوية وغيرها من طوائف الشيعة، يروجونها؛ لأنهم في بلد في وقتهم أكثر أهله من الهادوية، فيروجون الكتب، لو ترك مذهب الهادوية مثلاً ما ذكره يمكن ما يروج الكتاب، ومثل هذا قد يتجاوز فيه، المقصود أن الشخص لا يذكر باطل، ولا يرجح خلاف الدليل، قد يتجاوز في مثل هذا، لكن هل يمكن أن يروج كتاب ببدعة كبرى مكفرة، كما فعل الفيروز آبادي صاحب القاموس بشرح البخاري؟ شرح البخاري بشرح مطول جداً يعني لو قدر تمامه لكان في أكثر من خمسين مجلد، وفرغ من عشرين مجلدة كبار، لكنه روج كتابه بنقل مقالات ابن عربي، من القول بوحدة الوجود، وأودع فيه كثير مما في "الفصوص" و"الفتوحات"، وغيرهما من مؤلفاتهم، يعني ينقل ويترك؛ لأن مقالة ابن عربي راجت في بلده في وقت من الأوقات، هل نروج للكتب بمثل هذا؟ ما الفائدة من التأليف؟ الفائدة لينتفع الإنسان في دنياه وأخراه، وهل ينتفع الإنسان في دنياه وأخراه بمثل هذا الكلام الباطل الكفري نسأل الله السلامة والعافية؟ لا يمكن، والحافظ الذهبي -رحمه الله- يقول في الميزان:"والله إن العيش خلف أذناب البقر، -يعني فلاح مزارع- خير من علم مثل علم ابن عربي" عامي لا يقرأ ولا يكتب أفضل من ملئ الأرض من