الأسهم، كل بحسبه، انصرفوا إليها انصرافاً كلياً وأثر ذلك على حلقات التعليم، وأثر ذلك على أعمال الناس التي استأجروا عليها واستأمنوا عليها، فتجد الموظف وهو في مكتبه عنده الجهاز يبيع ويشري ويحسب، والمصلي أيضاً تجده لا يعقل من صلاته إلا القليل النادر، وهذا حكم يعني الغالب وإلا يوجد من تعامل بهذه المعاملة ولا أثرت فيه تأثير مثل غيره، يعني إذا سمع من يقول: آمين وهو ساجد يرفع صوته بها، هذا يعقل من صلاته شيء؟ نعم، والمساهمون في الصالات في البنوك مجرد ما يسلم الإمام التسليمة الأولى تجدهم مثل ما يحصل من سلام الإمام في المسجد الحرام، تجد كثير من الناس لا يسلم الثانية ليذهب ليقبل الحجر وحصل من كثير من الناس في صالات البنوك قريب من هذا، فنسوا كل شيء، عطلوا أعمالهم، وأهملوا أسرهم، وضيقوا على أنفسهم، والله -جل وعلا- يقول:{وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(٧٧) سورة القصص] لأن هذه الغاية العظمى التي هي العبادة يمكن للإنسان أنه إذا جاهد في أول الأمر من أجل تحقيقها ثم صار يتلذذ بها احتمال أن ينسى الدنيا، لكننا بحاجة الآن أن نذكر المسلم أن لا ينسى نصيبه من الآخرة، هذه هي الغاية، التوحيد هو الغاية أيضاً من إنزال الكتب ومنها القرآن كما قال -جل وعلا-: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} [(١ - ٢) سورة هود] التوحيد إذا حقق يمنع الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل، يعني فرق بين من يدخل النار ليهذب وينقى ثم يخرج منها إلى النعيم المقيم، وإذا علمنا حال آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة يقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، ما يدري ماذا يقول؟ يعني آخر واحد ويش بيقول؟ فيقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك في الدنيا؟ قال: إي وربي، أرضى، ما توقع هذا ثم يقال: لك هذا ومثله، ومثله، ومثله ومثله، إلى عشرة أمثاله، تصور أعظم ملك في الدنيا عشرة أمثاله، هذا إذا خرج، إذا كان في قلبه مثقال حبة من خردل، مثقال حبة خردل من إيمان، لكن